بص العصفورة!! قالها «عبدالعاطى» للشعب المصرى فى أكبر عملية خداع لعقل هذا الشعب فى تاريخ المحروسة، إنها تتفوق على مأساة «الريان» بمراحل وتتجاوز قضية «الفنكوش» بسنوات ضوئية وتنظر إليه المافيا على أنه النموذج والمعلم والنبراس، شغلنا الرجل بالجهاز الذى ادعى أنه يعالج فيروس «سى» والإيدز ثم أتبعه بالكورونا والسرطان، فانشغلنا جميعاً فى هذا الجدل وهو فى جيبه مشروع آخر هو مشروع حياته، مشروع كبسولات الأعشاب التى ظل طيلة حياته يحلم بها ويتاجر بها فى عياداته الوهمية التى انتحل فيها صفة طبيب وأغلقتها وزارة الصحة مرتين ولم يحاسب عليها حتى الآن ولم يجب أحد عن أسئلتنا التى طرحناها والاتهامات التى وجهناها إليه، والآن حانت ساعة الحساب له وللدكتور أحمد مؤنس ولآخرين باعوا لنا الوهم، هذا العبدعاطى ظل يؤلف ويولف بطبه الكونى اللوذعى الكمون على الشمر على الينسون على البردقوش ويحاول ترويجه على أنه طب نبوى سيحل به مشكلات الكون المرضية وسنغلق كليات الطب بعدها ونفتح بدلاً منها مستوصفات عبدالعاطى الكونية السيرلانكية، دق على جميع الأبواب ولم يجب أحد ولم يُعِره مسئول اهتماماً وأخذوه على سبيل الفكاهة والتندر، اتهمهم «عبدالعاطى» أنهم ما زالوا دون مستواه ولم يفهموا شفرة عبقريته بعد، ظل بإلحاح يبحث ويبحث إلى أن وجد ضالته فى شخص للأسف استطاع وضعه وحشره داخل المؤسسة العسكرية ووجد فى قصة الجهاز الملاذ والنجاة وقارب تحقيق الحلم والوصول إلى شاطئه الآمن، وأقنعهم بالكبسولات الوهمية التى قال إنها قرآنية ومن وحى سورة «الكهف»!! المهم أن كبسولاته العجيبة تم تسجيلها فى وزارة الصحة فى ثلاثة أيام فقط، بينما تحفى كبريات شركات الأدوية وتتآكل أقدامها وتشيخ قبل الأوان فى سبيل تسجيل دواء عالمى وبدعاء الوالدين يسجلونه فى سنين، بل الأدهى والمأساوى أن شركة مصرية كبيرة بدأت فى تصنيع الكبسولات، وادخلى يا مليارات جيب المخترع الجبار صاحب الفتوحات! ستقولون يكفى أن نجرده من الرتبة العسكرية الشرفية التى طبعاً لا بد أن تجرد منه، ولكن سيقول المخترع الجبار ها أنا قد حصدت الملايين ويعنى إيه الرتبة خدوها مش عايزها وأهو اتمتعت يومين باللبس العسكرى والهيبة والمكانة وفتح الأبواب المغلقة، لا بد أن نحاسب وزير الصحة مَن منح هذا الرجل هذا الترخيص فى ثلاثة أيام فقط، سيرد الوزير بأنه مكمل غذائى، وردى المهذب جداً جداً وإجابتى المؤدبة جداً جداً إذن فلتفتح أمام جميع العطارين الباب لتسجيل مكملات غذائية وخلاص تبقى فوضى ومسخرة فارماكولوجية من نوع الكوميديا السوداء! تخيل مكمل غذائى مكتوب عليه لعلاج الكبد سيربح منه كام؟؟؟ كم ذا بمصر من عبمعطيات مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء.